يأمرها والدها بعدم استخدام هاتفها ، وينهاها عن السهر ليلا ، فهل يجب عليها طاعته في ذلك ؟
السؤال :
هل يجب على طاعة
والدي لو أمرنى بعدم استخدام هاتفي ، فأنا لا أستخدم هاتفي فى الحرام ؟ وهل
له الحق فى إلزامى بالنوم ليلا وعدم السهر ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
تجب طاعة الوالدين أو أحدهما في المعروف ، وطاعتهما وبرهما من أفضل الأعمال الصالحة .
فإذا أمرا الولد بما فيه مصلحته ، في أمر دينه أو أمر دنياه : وجب عليه طاعتهما .
وكذا تجب عليه الطاعة فيما أمراه به ، مما فيه نفعهما ولا ضرر عليه فيه .
تنظر إجابة السؤال رقم : (5053) ، والسؤال رقم : (101105) .
ثانيا :
الأصل أن
الوالدين أعلم بمصالح أبنائهما - ذكرانا وإناثا - منهم ، فإذا كانا صالحين
، فلا يأمران عادة أحدا من الأبناء إلا بما يعود عليه بالنفع في دينه أو
دنياه ، غير أن الأبناء - وخاصة حدثاء الأسنان منهم - لا يدركون ـ عادة ـ
وجه المصلحة كما ينبغي فيما يأمر به الوالدان ، ولاسيما إذا خالف ذلك رغبة
أحدهم وحاجته ، فربما ظن في بعض ذلك الخير والنفع ، وفيه ضرره وعطبه ،
ربما لنقص التجربة ، وربما لغلبة الهوى والميل الشخصي إلى ما ينهاهم عنه
الآباء ، وربما لغلبة التقليد لمن حولهم ، ومن كانوا في مثل أسنانهم .
والذي نراه أن
للوالد الحق في منع أبنائه ، أو بناته على وجه الخصوص ، من استعمال الهاتف
، إلا بإذنه ، وألا يكون للبنت هاتف خاص بها ، فكثرة تداول الهواتف ، قد
فتح أبوابا من الشرور والمفاسد ، والعلاقات المحرمة ، والتواصل مع الجنس
الآخر ، ما الله به عليم ، ومن كان على وعي من الآباء بشيء من ذلك ، فسوف
يكون حذرا جدا من السماح لابنته بمثل ذلك ، بل كثير منهم يمنعون بناتهم من
استعمال الهاتف ، لا سيما وحاجتهن إليه في مثل تلك السن الصغيرة : قليلة ،
ضيقة جدا ، وبالإمكان قضاء تلك الحوائج من خلال هاتف الوالد ، أو الأسرة .
فالذي ينبغي عليك
أن تستمعي إلى ما يطلبه منه والدك ، ويوجهك إليه ؛ لأنه أحرص على مصلحتك
منك ، وأدرى منك بوجوه النفع والضرر في مثل ذلك .
ثالثا :
يكره السهر بالليل بعد العشاء ، إلا ما كان لحاجة أو مصلحة راجحة ، بشرط ألا يؤدي ذلك إلى تضييع صلاة الفجر .
ومن المصالح
المعتبرة : السهر للصلاة ، أو محادثة الضيف إن كان هناك ضيف ، أو استذكار
الدروس ، ونحو ذلك ، لكن شريطة ألا يؤدي إلى تضييع الصلاة ، أو تأخيرها عن
وقتها في شيء من ذلك كله .
والمقطوع به أن
والدك إنما يأمرك بالنوم بعد العشاء وعدم السهر ؛ لما في ذلك من المصلحة ،
والإنسان إذا نام مبكرا استراح جسده ، وأمكنه أن يقوم لصلاة الفجر في
نشاط ، واتقى بذلك كثيرا من المشغلات الليلية المذمومة من السهر أمام
التليفزيون أو مسامرة لا تعود بالنفع ، وإنما تعود بالضرر .
وإذا كان لك حاجة
معتبرة في السهر ، فينبغي أن تصارحي والدك ، وتوضحي له ذلك ، وتستأذنيه في
السهر ، بقدر ما يحقق لك مصلحتك ، ويقضي حاجتك ، ولا يضر بك ، أو يمنعك عن
القيام بحق هو أوجب عليك من مصلحة السهر .
والله أعلم .


8:23:00 م
Unknown
0 التعليقات:
إرسال تعليق